كتب- امنة شنقير
يعاني أهالي قرية المدامود الشرقي التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال الاقصر، من مشكلة عدم تنفيذ مشروع صرف صحي يصل لمنازل القرية، مما سبب أضرار بالغة لاهالي القرية تنوعت ما بين إنهيار منازل نتيجة وجود غرف الصرف الصحي بداخلها وتأكل جدران المنازل نتيجة نشع مياه الصرف الصحي عليها فضلا عن الرائحة الكريهة والبعوض المنتشر بكثرة في المنازل بسبب ذلك.
قرية المدامود الشرقي يبلغ عدد سكانها حوالي ٨٠ ألف نسمة وهي إحدى أكبر القرى الموجودة بمحافظة الاقصر ، معظم أهالي القرية يشتغلون كأجراء بالزراعة كأجراء ، مواردهم محدودة ، ويعيشون في ظروف إقتصادية بالغة الصعوبة في ظل غلاء المعيشة .
لا يوجد بالقرية مشروع للصرف الصحي، إستطاع الأهالي عن ذلك ببناء أيسونات دأخل وخارج المنازل ، ثم يقمون بتصريفها من خلال قيام سياريات الكسح الخاصة او التابعة للمجلس القروي بنزح ما بها من مياه ، الأمر ليس قاصراً فقط على عدم إقامة مشروع للصرف الصحي أمن بالقرية ، بل تعداه إلى عدم توفير المجلس القروي لسيارات نزح مياه الصرف الصحي بالقدر الكافي، حيث لا توجد سوى سيارة واحدة تعمل من التاسعة صبحا حتى الثانية ظهراً ، بتكلفة 27 جنيه للنقلة الواحدة ، وهذه السيارة لا تستوعب كم طلبات النزح ، فالمواطن حينما يتقدم للمجلس القروي بطلب نزح المياه من الايسون الخاصة به تتم الاستجابة له بعد اسبوعين من الطلب ، مما يضطر الاهالي في بعض الأحيان إلى اللجوء في ظل ظروفهم الاقتصادية إلى سيارات النزح الخاصة ، والتي كلف في النقلة الواحدة مائة وخمسون جنيه .
يقول رجب حسنين سعدي، من قرية المدامود، إن جميع المناطق المجاورة للقرية قد نفذ بها مشروعات الصرف الصحي واستفاد ابناؤها من ذلك، مثل قرية منشاة العماري التي تقع جنوب قريتهم وقرية خزام الي تقع في شمال قريتهم تم نف، وكذا مركز ومدينة الزينية تم تنفيذ جزء كبير من مشروع الصرف الصحي وقارب علي الانتهاء ، إلا أن قرية المدامود الشرقي لم ينفذ بها المشروع ولم تظهر اية بوادر أو مؤشرات على إمكانية تنفيذ المشروع بالقرية في المستقبل القريب.
واضاف سعدي انه هو وباقي اهالي القرية وباقي النجوع التابعة لها قاموا منذ ٥ سنوات بعمل حملة تبرعات بينهم لجمع مبلغ مالي لشراء قطعة أرض يقام عليها محطة صرف صحي تخدمهم وذلك بعد ان قالت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة انه لا توجد أرض لإقامة محطة صرف ، فقمنا بجمع مبلغ نصف مليون جنيه واشترينا قطعة الأرض ، واخطرنا الشركة بأن الأرض جاهزة لإقامة المشروع ، لكن لم يتم البدء في اي اعمال حتى الان فكل فترة يأتي احد من المهندسين ويقوم بعمل قياسات ناحية الارض لكن دون جدوى.
وأكمل سعدي المشكلة تزداد سوء يوما بعد الاخر حتى سيارة المجلس التي يطلبها الاهالي لنزح مياه الصرف الصحي اصبحت غير قادرة على تلبية جميع طلبات الاهالي فتم استدعاء سيارة من قرية اخرى ولكن المشكلة لم تحل حتى الان وغرف الصرف الصحي الموجودة بمنازل الاهالي تمتلئ عن اخرها مرتين في الاسبوع الواحد.
وبالنسبة للشكاوى فقد قدمنا الكثير من الشكاوى لكل المسئولين ولم يتم الرد ولدينا العديد من كبار القرية يسيرون في حل المشاكل واهتموا بهذه المشكلة مثل احد المواطنين يدعي عبد الحق فوزي وهو مدير مركز الشباب بالقرية ومسئول مجلس المحليات اخذ علي عاتقه السعي لحل هذه المشكلة ويحاول ايصال صوتنا لجميع المسئولين في كل الاتجاهات لكن مع ذلك لم يتم حلها حتى الان.
ويرى سعدي ان الحل الوحيد الان هو سرعة تنفيذ اعمال الصرف الصحي بالقرية لانقاذ اهلها من كل المشاكل السالفة الذكر والتي عانوا فيها كثيرا ولم يقم بحلها النواب، فالقرية تستحق أن يكمون بها مشروع للصرف الصحي أسوة بالقرى المجاورة .
محمد حسين عثمان، احد الاهالي القرية يقول ، أن الأهالي اصبحوا غير قادرين على تكاليف نزح مياه الصرف الصحي الموجودة بمنازلهم كون ان بيارة الصرف الصحي بالمنزل الواحد تحتاج إلى التفريغ أكثر من مرة في السبوع الواحد ، وهو ما يفوق امكانياتهم الاقتصادية حيث تكلف النقلة الواحدة ما يقرب من ٣٠٠ جنيه والتي تتضمن نزحتين عبر السيارة الخاصة لان السيارة الحكومية تاتي بعد اسبوعين من تقديم طلب.
ولفت عثمان الى أن جدران المنازل تأثرت بسبب مياه الصرف الموجودة داخلها، حيث تشققت بعض جدران المنازل وحدث بها شروخ ، مما قد ينذر بكارثة ، ولا يتوافر لدى الاهالي الامكانية المادية لرأب صدع تلك الجدران ، ومن تتوافر لديه الاماكنية ، لن يستطيع لأن ذلك مخالف لقانون البناء حيث أنه غير مرخص لكافة المواطنين إنشاء أو اجراء اية تعديلات أو اعمال إحلال وتجديد حاليا .
ويرى عثمان أن الحل هو سرعة تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية اسوة بالقرى المجاورة ، لرفع المعاناة الواقعة على الاهالي خاصة انهم لا يستطيعون تحمل التكاليف العالية لسيارات نزح مياه الصرف الصحي من منازلهم حيث ان شريحة كبيرة منهم ليسوا موظفين بالحكومة بل يعملون في الزراعة .
وقال احمد حسني قرني محجوب، احد المواطنين من اهالي قرية المدامود بنجع علي زيدان إن مشكلة الصرف الصحي تأتي نتيجة عدم اهتمام المسئولين بمشاكل القرية واذا تكلم أحد لا يجد من يجيبه، فهو لديه غرفة صرف صحي بمنزله يقوم بنزح مياهها حوالي ٤ نقلات في الشهر كل أسبوع ٣ مرات بتكلفه ١٥٠ جنيهللمرة الواحدة .
واضاف قرني، أن جميع البلاد المجاورة والمحيطة بقرية المدامود قد دخلها مشروع الصرف الصحي، مثل بلاد قبلي وبحري ونجع جاد الكريم والمدامود الغربي والعشي والزينية بحري والزينية قبلي فكل البلاد المجاورة والمحيطة بقريتهم دخلها المشروع ولم يدخل قريتهم التي توجود في منتصف كل هذه القرى وكنا نعلم في وقتها من رد شركة مياه الشرب والصرف الصحي ان العلة في عدم وجود وجود قطعة ارض يتم بناء محطة صرف صحي عليها فقمنا بعدها بجمع تبرعات من جميع الاهالي لشراء قطعة ارض لبناء المحطة عليها.
وتابع قرني انهم لم يجدوا احد من المجلس القروي التابع للقرية او مجلس مدينة الزينية او المحافظ يساعدهم في ان يقوموا ببناء المحطة لتخدم قريتهم ، وقاموا بارسال الكثير من الشكاوى ايضا فلم ييستجب اي مسئول ، حتى اصبحوا فريسة سهلة امام البعوض الذي ملأ كل ارجاء القرية والنجوع التابعة لها بسبب غرف الصرف الصحي الموجودة بالمنازل.
ويري قرني الحل ان ينهض المسؤولين من مكاتبهم ويقوموا بعملهم على اكمل وجه وينجزوا ما يحاول الاهالي انجازه لان ذلك هو عملهم وليس عمل الاهالي وان يسرعوا في اقرب وقت لانشاء محطة الصرف الصحي واقامتها على قطعة الارض التي قاموا بشرائها من اموالهم لرفع المعاناة الواقعة عليهم والاضرار التي طالتهم جراء ذلك حتى وان كان ذلك من اموالهم مرة ثانية فهم موافقون على ان يقوم المجلس القروي بجمع اموال منهم لبناء المحطة .