كتب- أمنة شنقير
يعاني أهالي نجوع قرية المدامود الشرقي التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال محتفظة الاقصر، من مشكلة تلوث مياه الشرب الواصلة الى منازلهم ومساجدهم ومدارسهم، وذلك بسبب وجود عكارة فيها وتلونها باللونين الاحمر الترابي والاسود الغامق في بعض الأحيان، فضلا عن رائحتها التي تشبه رائحة مياه الصرف الصحي، وما يزيد الكارثة بيتا اخر هو وجود ديدان في مياه الشرب في بعض المناطق من نجوع القرية.
الأهالي في كل النجوع اكدوا أنهم قاموا بتحرير الكثير من الطلبات والشكاوى وقاموا بإرسالها الى المسئولين في المجلس القروي ، مجلس مدينة الزينية و ديوان عام محافظة الاقصر، لكن لم يتم الاستجابة لهم حتى الأن، على الرغم من أن السلبيات الناتجة عن المشكلة تتفاقم يوما تلو الاخر وهو ما يعرض صحة الاهالي للخطر ، فصحتهم وحياتهم مرتبطة بسرعو وضرورة ايجاد حل فتلاميذ المدارس الموجودة في النجوع لا يشربون من المياه بسبب عكارتها واحتوئها على الصدأ، وبعض التلاميذ أحجم عن الذهاب الى المدارس، وغيرهم اصيب بامراض جاء في مقدمتها مرض الفشل الكلوي لذلك يستغيثوا من جديد بالمسئولين لايجاد حل لمعاناتهم.
محمد حسين محمد عبد الله، احد أهالي نجع محمد عامر بقرية المدامود التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال محافظة الاقصر، قال أن اهالي جميع نجوع القرية يعانون من مشكلة تلوث مياه الشرب سواء بالمنازل او المدارس او المساجد، حيث ان مياه الشرب تصل اليهم لونها متغير الى اللون الاحمر الترابي ولها رائحة كريهة وهو ما يعكس تلوثها ويغير مواصفاتها ويجعلهم معرضين للهلاك بسببها.
ويضيف عبد الله، ان مياه الترع والمصارف الموجودة بالقرية والتي تروي الأراضي الزراعية في درجة نظافتها أفضل بمراحل من مياه الشرب التي تصل المنازل والمدارس والمساجد ، ذلك أن المياه المخصصة للإستهلاك الادمي بها أملاح كثيرة ولها رائحة سيئة لذلك فهي لا تصلح تماما للاستخدام .
وتابع عبد الله نحن لا نعرف سبب تلوث مياه الشرب، هل بسبب المواسير ام انها مياه أبار مختلطة بمياه الصرف الصحي ؟
وزاد عبد الله ان مياه الشرب التي تصل اليهم لا يتم تحليلها او أو تكريرها وإضافة الكلور لها، ونحن لا نستيطع تركميب فلاتر في المنازل بسبب ظروفنا الاقتصادية فمعظم أهل القرية يعملون كمزارعين بالاجرة ، ومن يمتلك قطعة أرض يقوم بزراعتها بالكاد يكفي ما تغله الارض من ريع المعيشة . إن تنقية المياه ووصول مياه شرب نظيفة هي مسئولية شركة المياه وليس المواطنين الذين يواجهون غلاء المعيشة ، فعلى جانب الترعة الرئيسية للقرية توجد محطة صغيرة للمياه يقول أنها منذ تشييدها لم يضع مسئولوا الشركة أية مواد لغسل المياه وتحليلها قبل توصيلها الى المنازل. ويرى عبد الله الحل من وجهة نظره هو سرعة تنفيذ أعمال تكرير وتحليل المياه الواصلة الى منازلهم ومساجدهم ومدارسهم .
وفي نفس السياق، قال ناجح عبد النبي احمد، معلم بأحد مدارس نجع علي زيدان بقرية المدامود الشرقي ، أن اهالي نجع علي زيدان وهو أحد نجوع القرية يعانون أيضا من مشكلة عكارة مياه الشرب وتلوثها وهي المياه التي تأتي من الخط الرئيسي لنجعهم وتغذي المنازل ومدرسة محمد عامر الابتدائية الموجودة بالقرية حيث تصل المياه وبصفة خاصة إلى المدرسة تحمل اللون الاسود الغامق جدا وهذا ما يصيب الجميع بالهلع ويجعلهم لا يقتربون شبرا ناحية استخدامها.
واضاف أحمد أنه في المدرسة التي يعمل بها معلما يواجه هو وزملاؤه صعوبات بالغة بسبب تلوث المياه وعكارتها فاليوم الدراسي يستمر حوالي ستة ساعات ، والتلاميذ في أعمار سنية صغيرة ، يحتاجون إلى شرب المياه ، والمياه بالمدرسة لا تصلح للهلاك فلها لون اسود وبها صدأ يترسب في الأكواب مما عرض العديد من التلاميذ الى الإصابة بأمراض باطنية كثيرة وذلك جعل العديد من أولياء الامور لا يفضلون ذهاب أبنائهم الى المدرسة.
وأكمل أحمد قمنا بالتنبيه على التلاميذ بأن من يحضر منهم إلى المدرسة لابد وان يصطحب زجاجة مياه معبأة ونظيفة ، حتى لا يضطر لاستخام مياه الشرب غير النظيفة بالمدرسة ، لقد قامت إدارة المدرسة وأولياء الأمور بتقديم العديد من الشكاوى لشركة المياه وللمجلس القروي ولمجلس مدينة الزينية وللمحافظة بالديوان العام لكن لم يرد عليهم احد ولا تزال المشكلة قائمة حاليا بجميع نجوع قرية المدامود والمدارس الكائنة بها.
وتابع احمد أن جميع الاهالي يقومون بتصوير المياه اثناء فتح الصنابير لرصد العكارة والتلوث الموجود بها حتى يصدق المسؤولين شكاواهم وييقومون بحلها لرفع المعاناة والكارثة التي يقعون فيها بسبب تلك المياه الواصلة من الخط الرئيسي للقرية كلها وليس لنجع واحد فقط او حتى خط فرعي بل الخط الرئيسي الموصل لمنازلهم ومساجدهم ومدارسهم، وعندما واجهوا بذلك مسؤولوا المجلس القروي تم الرد عليهم بان يقوموا بشراء مواسير لتغيير مواسير المياه الموجودة على نفقتهم الخاصة وذلك غير معقول كيف يقوموا بذلك وهم يواجهوا غلاء المعيشة .
ويرى أحمد أن حل مشكلة المياه يكمن في ضرورة وسرعة قيام شركة مياه الشرب بتغيير خط المياه الئريسي المغذي للقرية وكذا الخطوط الفرعية الواصلة للنجوع والمنازل ، حيث أن مواسير الخط الرئيسي لم يتم تغييرها منذ عام ١٩٦٧ وهو ما ترتب عليه تلوث تلك مواسير الخط الرئيسي خاصة وانها مصنوعة من الفخار الغير صحي .
وفي هذا الصدد أشار أيضا أحمد حسني قرني محجوب، أحد المواطنين واهالي نجع علي زيدان بقرية المدامود الى ان مشكلة مياه الشرب الموصولة الى المنازل يوجد بها نسبة عكارة وملوحة مما جعلها فاسدة غير صالحة للاستهلاك الادمي وقام عدد من الاهالي قبل فترات متقطعة بجلب احد الشركات المتخصصة في تركيب الفلاتر لتحليل المياه جميعهم اكدوا تلوث مياه الشرب الخارجة من صنابير المنازل بسبب وجود عكارة وملوحة فيها وبسبب غلاء المعيشة يقف الاهالي عند هذا الحد ولا يستطيع الاغلبية الكاسحة منهم تركيب فلاتر لتنقية المياه.
ونوه محجوب إلى أن مياه الشرب الواصلة الى منازلهم ايضا في كثير من الاحيان يشتم الاهالي فيها رائحة الصرف الصحي (المجاري) فيقوم الاهالي مضطرين بعدها بتعبئة جراكن فارغة بالمياه لكن من خارج منازلهم تماما ثم يحضروها الى المنازل ويقوموا بوضعها على النيران ليتم غليها محاولين تنقيتها قدر امكانهم ثم يتم وضعها في الثلاجات لتكتسب درجة تبريد كي يستطيعوا استخدامها خاصة في فصل الصيف الذي يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة.
وأكد محجوب ان مياه الشرب الموجودة والواصلة الى منازلهم يجدوا بها في بعض الاحيان ديدان ، ويرى محجوب هو وباقي الاهالي ضرورة قيام المسئولين بإنشاء محطة تكرير لمياه الشرب في القرية لديهم لتنقية المياه التي تصل الى المنازل والمساجد والمدارس وجعلها كباقي المياه الموجودة في المدن وباقي القرى الأخرى ، لا سيما وأن القرية يعيش فيها أكثر من 80 الف مواطن من حقهم أن ينعموا بمياه شرب نظيفة.